نحن بحاجة إلى التخفيف من عقدة "الأعداء الأشرار"، والمزيد من الإقناع بالكارثة التي ستلحق بالعالم إذا قامت حرب نووية. لابد أن يتجه الرأي العام في اتجاه التبصر والتعقل على الرغم من الضغط الذي تمارسه الحكومات في الاتجاه المؤدي إلى الكارثة

هذه الفظائع التي لا يتصورها عقل قد ارتكبتها قوات عسكرية تخضع للسيادة الأمريكية، وهي سيادة اختارها أكثر من نصف الناخبين في أمريكا. أما النصف الآخر فإنهم يمثلون العناصر التي كانت تطالب بإجراءات أكثر من هذه قساوة. فباسم الحرية بقرت بطون الحوامل دون أن يثور الناخب الأمريكي

وهكذا أمريكا التي نصبت نفسها حاملة لواء الحرية تعذب وتقتل النسوة والأطفال لا جريمة ارتكبوها سوى رغبتهم أن يعيشوا في بيوتهم وقراهم، وهل من المستغرب بعد هذا أن تلقى ادعاءات أمريكا فتوراً بارداً من سامعيها؟

إن حرباً نووية قد تقضي على الجنس البشري، ولذا فهي لن تشبع الغرائز التنازعية التي كانت توحي بالحروب فيما مضى. مثل هذا الوضع يثير حيرة رجال الدولة، لم يعد ممكنناً شن حروب من الطراز القديم الذي كان يشبع دعاتها، والبديل أمام هؤلاء هو السلام أو الإبادة.

فالتعايش السلمي إذن لا يمكن تحقيقه بمجرد أن نطلب من الولايات المتحدة أن تحسن سلوكها! إننا لا نستطيع أن نبني أملنا في التعايش السلمي على حسن النيات من جانب هؤلاء الذين يستمدون سلطتهم وجبروتهم من استمرار الاستغلال، ومن تزايد مستمر في الإنتاج الحربي

إن هناك حركات قوية ومتزادة تنادي بتجنب خطر الحرب، ولكن من المشكوك فيه أنها ستزداد وتقوى بالشكل الذي يمكنها من التغلب على مصالح مصانع الأسلحة وشهوة التنافس القومي، لأن مثل هذه الحركات لا يمكها أن تكون ذات فاعلية إلا إذا حدث تغيير في الشعور العام.

فالتعايش السلمي لإذن لا يمكن تحقيقه بمجرد أن نطلب من الولايات المتحدة أن تحسن سلوكها! إننا لا نستطيع أن نبني أمنا ف التعايش السلمي على حسن النيات من جانب هؤلاء الذين يستمدون سلطتهم وبروتهم من استمرار الاستغلال ومن تزايد مستمر في الإنتاج الحربي