لليهود حضور علمي و ثقافي واسع , عامة يهود امريكا جامعيون, من بين 500 قيادي على مستوى امريكا هناك 57 يهوديا , من ابرز 20 عالما و مفكرا امريكيا كان هناك 15 يهوديا

لقد كان هذا النفوذ العالمي انعكاسا طبيعيا للجهود الدؤوبة التي بذلها اليهود , و على المسلمين لئلا يجلسوا يائسين نادبين حظوظهم , و انما عليهم السعي بإصرار و ثبات لإدراك ما فاتهم و لأن سنن الله لا تجامل أحدا .

ظهور البروتستانتية و انتشار "الصهيونية غير اليهودية " :قد احدثت البروتستانتية بوصفها حركة اصلاح ديني بعثا للفكر العبري اليهودي , و الايمان بان اليهود سيجمعون في فلسطين من جديد للاعداد لعودة المسيح المنتظر الذي سيقوم بتنصيرهم. انتشرت البروتستانتية في بريطانيا و الولايات المتحدة وهولندا و نصف سكان المانيا , و هذا ما يعرف بالصهيوينة غير اليهودية.

و لسنا نريد ان نهون من شان النفوذ اليهودي العالمي المعاصر , فهو حقيقة واقعية و هي تعبر عن حالة علوهم في الارض التي وعدهم الله سبحانه اياها.و هذا الجهد البشري الذي قاموا به تنطبق عليه سنن الله سبحانه و تعالى باعطاء الناس في الدنيا على قدر جهودهم , و انه يعطي من متاع الدنيا لمن يحب و من لا يحب . ان اليهود لم يجلسوا متثائبين او ناموا متعكلين , و لكنهم عملوا بدأب ليل نهار , و وفق كل الطرق الممكنة بغض النظر عن حلها او نظاتفها, ليصلوا الى ما يريدون.

ان العلو اليهودي حالة مؤقتة و ليس دائمة , لانها تحمل عناصر فسادها في ذاتها , و لانها لا تملك مشروعا حضاريا انسانيا يخرج البشرية من تيهها و ضياعها . و لانها قائمة على الغصب و الظلم , و دولة الظلم ساعة اما دولة الحق فإلى قيام الساعة.

رفضت الجمعية العامة اقتراحا بدعوة محكمة العدل الدولية لتقرير صلاحية الامم المتحدة في النظر في تقسيم فلسطين , صوتت 21 دولة مقابل 20 على ان الامم المتحدة صلاحية التوصية بتطبيق قرار التقسيم دون الحاجة الى موافقة اكثرية شعب فلسطين , و تعكس حالة التصويت هذه مخالفة لابرز مواثيق الامم المتحدة التي قامت على اساسها و هي حق الشعوب في تقرير مصيره.

الصلح اذا كان على اساس رد الجزء الذي اعتدي عليه الى أهله كان صلح جائزا , و اذا كان على اقرار الاعتداء و تثبيته فانه يكون صلحا باطلا , لانه اقرار لاعتداء الباطل و ما يترتب على باطل يكون باطلا مثله.

ان بني اسرائيل حكموا اجزاء من فلسطين نحو اربعة قرون , و لكنهم عندما حرفوا دينهم و قتلوا أنبيائهم سخط الله عليهم و خسروا شرعيتهم في فلسطين . و ورثت الامة المسلمة السائرة على درب التوحيد و الانبياء هذا الحق . و قد انقطعت صلة اليهود عمليا بفلسطين نحو 1800 عام منذ عام 135 م , دون ان يكون لهم تواجد سياسي او حضاري او ريادي في هذه الارض المباركة .

ان ظهور الترعات الصهيونية المؤيدة لتجمع اليهود في فسطين وسط مسيحي في اوروبا و خصوصا البروتستانت , و ظهور الفكرة القومية و الدولة القومية , و نشأة مشكلة اليهود خصوصا في اوروبا الشرقية , و تمكن اليهود من الوصول الى عدد من دوائر النفوذ في اوروبا و امريكا , كل ذلك عوامل اسهمت في نشوء الحركة الصهيونية التي سعت لانشاء كيان يهودي في فلسطين.