لنا حُلُمٌ واحدٌ: أَن يمرَّ الهواءْ صديقاً،وينشُرَ رائحةَ القهوةِ العربيّةِفوق التلال المحيطة بالصيف والغرباءْ.

هل عرف شعب آخر غير الشعب الفلسطيني هذا العدد من الهجرات؟ هذا الكم من المنافي؟ وهذه الأعداد من المذابح؟ دون ان يكافأ بوطن .. أعني وطنه؟

ليس وطني دائماً على حق. ولكنني لا استطيع ان امارس حقاً حقيقياً الا في وطني .

أَيَمْرضُ حُلْمٌ كَمَا يَمْرَضُ الحَالِمُون؟ خَريفٌ خريفٌ. أيُولَدُ شَعْبٌ عَلَى مِقْصلَهْ؛يحِقُّ لَنَا أنْ نَمُوتَ كمَا نَشْتَهِي أنْ نَمْوت، لِتَخْتَبِىء الأرضُ في سُنْبُلَهْ

من يشتري للموت تذكرة سوانااليوم.. مَنْ!نحن اعتصرنا كلَّ غيم خرائط الدنياوأشعار الحنين إلى الوطنلا ماؤها يرويولا أشواقها تكويولا تبني وطنْ.

ولم ينس محدثي المثقل بالأمل المتجدد أن يبدي اعتزازه بتفاصيل الذكريات. نفض الغبار عن الشريان الممتد إلى يافا. وقال: تعال إلى الشرفة لتطل على رائحة البرتقال القادم من هناك. لقد اشتعل الربيع في فلسطين.ومد يده ليقلد قامة العشب الذي رآه في الأسبوع الماضي في فلسطين الحزينة. كما هي.. كما هي: بساط أخضر يطلع من السر فجأة ويتفجر برقوقاً وكل الألوان.يصبح الرجل طفلاً، دائماً، حين يقابل أمه. وهذا الرجل العائد من العودة يحدثني عنها كأنه يصلي.

هو الآن يمضي.. و يتركناكي نعارض حيناًو نقبلَ حيناًهو الآن يمضي شهيداًو يتركنا لاجئينا!و نامو لم يلتجئ للخيامو لم يلتجئ للموانئو لم يتكلَّمْو لم يتعلَّمْو ما كان لاجئهي الأرض لاجئةٌ في جراحهو عاد بها.

سَنَكْتُبُ منْ أَجْلِ ألا نَمُوت .. سَنَكْتُبُ مِنْ أَجْل أَحْلامنَا

ما زلنا هنا ، حتى لو انفصَلَ الزمانُ عن المكان